تقييم: أين نحن من تطبيق استراتيجية رؤية 2025، وماذا بعد؟

سوف يتولّى المجلس العالمي، الذي بدأت ولايته في شهر حزيران/يونيو، قيادة حراك أنشر ما تدفع العالمي في تنفيذ استراتيجيّتنا العالمية رؤية 2025 في سَنَتَيها الأخيرتَين، كما وسيقودنا في صياغة المرحلة الاستراتيجية التالية لفترة ما بعد العام 2025.

وصلنا في العام 2022 إلى منتصف مدّة تنفيذ الاستراتيجية. وبهدف فهم التقدّم المحرَز والتحدّيات والفُرَص التي من شأنها أن ترشدنا في ما تبقّى من مرحلة التنفيذ، سوف يتم إجراء استعراض منتصف المدّة للتقدّم الذي أحرزه الحراك العالمي، علمًا أن هذا الاستعراض يكتسي أهمية خاصة نظرًا لشتّى الاختلالات والتحديات التي فرضتها جائحة كورونا والتي هزّت العالم بأسره فيما كنّا نشرع بإطلاق استراتيجيتنا في العام 2020.

إحراز تقدّم جيّد في أهدافنا العالمية

لا يمكن تغطية كل جوانب عمل الائتلافات الوطنية الحادية والخمسين المنضوية تحت أنشر ما تدفع. وبالتالي، ركّز الاستعراض على خمس أولويات مواضعيّة وهي: الإفصاح عن العقود واستخدام البيانات والفضاء المدني والمساواة بين الجنسين والتحوّل الطاقوي، كما وسيوفّر تقييمًا شاملًا للتقدّم المحرَز نحو تحقيق أهدافنا العالمية الأربعة، والمتمثّلة بأن يكون حراكنا مستنيرًا ومؤثّرًا ومسموعًا ومترابطًا. يرتكز الاستعراض على مراجعة مكثّفة للوثائق وعلى سبع مجموعات نقاش مركّزة على المستوى الإقليمي (مع 55 عضوًا) ومقابلات أجريَت مع 34 مستجيبًا.

وفقًا للنتائج التي توصّل إليها الاستعراض، تبيّن أننا نحرز تقدّما جيدّا نحو أهدافنا المتمثّلة بأن نكون ائتلافًا مستنيرًا ومسموعًا ومترابطًا، وبعض التقدّم نحو هدف “مؤثّر”.

• مستنير: كانت شبكة أنشر ما تدفع في مقدّمة عمل دؤوب من أجل ضمان الإفصاح عن العقود وملكية الانتفاع وعن المعلومات الاجتماعية والبيئية. فعلى سبيل المثال، أُجرِيَت تغييرات مهمة وملحوظة في القوانين والسياسة الوطنية وفي المعايير الدولية في ما له علاقة بالإفصاح عن العقود. ومن المرجّح أن يكون أنشر ما تدفع قد ساهم في هذه التطوّرات مساهمة ملحوظة، من خلال مثلًا حملة الإفصاح عن الصفقات #DiscloseTheDeal
• مؤثّر: أحرز أنشر ما تدفع تقدّمًا جيدًا من ناحية تحقيق الأثر، غير أن التأثير على السياسة لا يتلاءم بالضرورة مع الافتراضات الواردة في الاستراتيجية، والتي تعتبر أن السياسة يحرّكها استخدام المعلومات. يؤدّي التحليل القائم على حل المشاكل إلى مطالب مناصرة أكثر تركيزًا، وعلى ما يبدو، يحظى بقبول أكبر لدى الجهات المسؤولة. هناك أمثلة عن أثر أنشر ما تدفع على السياسات غير مرتبطة بتوفير الأدلة التحليلية. وفي هذه الحالات، كان للمناصرة القوية و/أو للسمعة التي حققها أعضاء أنشر ما تدفع دور رئيسي في هذا النجاح. من هنا، يتعيّن على أنشر ما تدفع التفكير في ما إذا كان تعريفه لكلمة مؤثّر يعكس فعليًا التأثيرات المتنوّعة التي تحصل ضمن الحراك.
• مسموع: تشير الأدلة إلى أن الحراك بدأ يصبح أكثر ثقةً ونشاطًا في معالجة مسائل الفضاء المدني. وقد كان الأعضاء أيضًا نشطين في الدفاع عن المشاركة في حوكمة الموارد الطبيعية على المستوى الوطني وتوسيع نطاقها، والمثال على ذلك هو المعارضة الشديدة التي أبداها المجتمع المدني في وجه الجهود الرامية إلى تقليص تمثيله في مجموعات أصحاب المصلحة المتعددين الوطنية. وقد أدت الجهود لتنويع عضوية الائتلاف إلى زيادة نسبة النساء والشباب ومجموعات أخرى من الأقليات، مع وجود أدلة واضحة على التناسق بين أجندات هذه المجموعات والعمل الذي يتولّاه أنشر ما تدفع.
• مترابط: بشكل عام، باتت ائتلافات أنشر ما تدفع أقوى وأكثر تنوّعًا وشمولية ودمجًا. وقد انصب التركيز على تنويع الائتلافات وتشجيع التعلّم والتنسيق والتضامن بين البلاد. يعمل أنشر ما تدفع بشكل متزايد عبر مختلف الحراكات، إذ يحرص على بناء شراكات وتحالفات قوية مشتركة بين القطاعات مع حراكات تُعنى بالعدالة الضريبية وحقوق الإنسان والعدالة بين الجنسين. أنجز أنشر ما تدفع عملًا جبّارًا لكي يعزز موقفه في مسائل العدالة المناخية والتحوّل الطاقوي أسفر عن شراكات متينة مع منظمات تُعنَى بالمناخ.

التوصيات الرئيسية والخطوات التالية

يسلّط الاستعراض الضوء على توصيات رئيسية لأنشر ما تدفع، تتضمّن الحاجة إلى تعزيز التركيز الاستراتيجي على ضمان تحوّل طاقوي عادل إلى اقتصاد منخفض الكربون، من خلال تسريع وتيرة النقاشات الداخلية والالتزام الاستراتيجي في البلدان المُنتِجة للوقود الأحفوري ومعادن التحوّل من أجل الوصول إلى أهداف مناصرة واضحة. في الفضاء المدني، يتعيّن على أنشر ما تدفع العمل من أجل ترسيخ أعماله على مستوى المناصرة في المعايير المُشتَرَكة من أجل أثر أكثر اتساقًا وفعالية عالميًا. يجب أن يبني أنشر ما تدفع على الجهود الناجحة من خلال الاستمرار بتنظيم الحملات للمطالبة بشفافية العقود من خلال حملة #DisclosetheDeal. كما وعليه أن يستند إلى مبادئ السياسة الجنسانية العالمية الخاصة بأنشر ما تدفع كي يوجّه جهوده ليصبح حراكًا يعزّز العدالة بين الجنسين ويتقبّل القيم والمبادئ والممارسات النسوية ويطبّقها. وأخيرًا، على أنشر ما تدفع أن ينظر في إمكانية استخدام تحليل البيانات في نُهُج المناصرة التي يعتمدها، بما يشمل بناء شراكات مع الخبراء/المؤسسات لتيسير هذا التحليل.

تهدف هذه النتائج إلى مساعدة ائتلافات أنشر ما تدفع في وضع خططهم الوطنية، ومساعدة الأمانة العامة أيضًا التي سوف تشرع في صياغة خطتها التشغيلية 2023-2024 في الأسابيع القادمة. وسوف تستمر الأمانة العامة بتقديم مساهمتها نحو تنفيذ رؤية 2025 بطريقة تتمحور حول ستّ وظائف: ائتلافات فعالة، وشبكات فعالة، وشراكات فعالة، ومناصرة مترابطة، ومناصرة منسّقة وتنظيم الحملات.

سوف يتم وضع النتائج والمؤشرات الخاصة بكل وظيفة لفترة 2023-2024 على ضوء التوصيات الواردة في استعراض منتصف المدة. نتوقّع أن نرى تركيزًا مستمرًا على مسألة الإفصاح عن العقود وعلى دفع الجهود نحو جعل أعمال المناصرة والحملات التي نقوم بها نهجًا تحوليًا للتمايز بين الجنسين. أما في ما يختصّ بالفضاء المدني، فسوف نراجع الجهود ونستخلص الدروس، إذ نعي جيدًا أن الشراكات كانت وستبقى ذات أهمية أساسية. أما التغيير الأكبر في التركيز، فسيكون منوطًا بالتحوّل الطاقوي، حيث يضطلع أنشر ما تدفع بدور مهم في البلدان المُنتِجة حديثًا والبلدان المُنتِجة عادة للوقود الأحفوري، بالإضافة إلى البلدان الغنيّة بالمعادن والتي تُعتَبَر أساسية لاقتصاد منخفض الكربون.

إلى الأمام!

يومًا بعد يوم، يزداد سياق عملنا تعقيدًا، مع الآثار الاقتصادية والاجتماعية التي لا تزال تلقي بظلّها علينا بفعل جائحة كورونا، ناهيك عن الحرب في أوكرانيا والأزمة المناخية، ما يؤثّر بشكل ملحوظ على قدرتنا على تنفيذ مهمّتنا. من هنا، سوف يشكّل تفاني أعضاء أنشر ما تدفع والتزامهم بنتائج هذا الاستعراض لتوجيه الخطط المستقبلية ركيزة أساسية لتغيير حقيقي وفعلي لصالح المواطنين في البلدان الغنية بالموارد.

ملاحظة:

إن استعراض منتصف المدة بنسخته الكاملة متوافر باللغتين الإنكليزية والفرنسية عند الطلب.

سوف يتم تنظيم ندوة عبر الإنترنت في نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر كي تتمكّن الأمانة العامة من إطلاع الأعضاء على العناصر الرئيسية في الخطة التشغيلية 2023-2024 ولتأمين مساحة حيث يستطيع الأعضاء النظر والتمعّن في النتائج التي توصّل إليها استعراض منتصف المدة.