الاقتراب من تحقيق الأهداف الاستراتيجية بعد الآثار التي أحدثتها ائتلافات أنشر ما تدفع في العام 2021

الأخبار والموارد

في العام 2021، حقّقت الائتلافات الوطنية لأنشر ما تدفع نجاحات كبيرة على الرغم من انتشار جائحة كوفيد-19 المستمرّ الذي أعاق شبكاتها، وفقاً للدراسة الاستقصائية التي شملت الخاصة بالمنسّقين الوطنيين في أنشر ما تدفع. وتكشف تلك الدراسة، التي أُجريت في شباط/فبراير 2022، عن تقدّم الائتلافات في تحقيق النتائج الاستراتيجية الخمس التي تشكّل حجر الأساس لاستراتيجية رؤية 2025 التابعة لأنشر ما تدفع، وهي خارطة طريقنا نحو عالمٍ يستفيد فيه الجميع من مواردهم الطبيعية.

عملية إفصاح أوسع نطاقاً وأفضل (النتيجة الاستراتيجية 1)

تجدر الإشارة بشكل خاص إلى استمرار نجاح الشبكة في ممارسة الضغط من أجل الإفصاح عن بيانات جديدة طيلة العام. وتمّ تحقيق تقدّم محدّد في الإفصاح عن العقود، وهي نتيجة محتملة لحملة أنشر ما تدفع العالمية للإفصاح عن الصفقات (#DiscloseTheDeal) التي تمّ إطلاقها نهاية العام 2020.

وذكر 32 من أصل 39 منسّقاً وطنياً (82%) أنّ ائتلافهم قد أحرز بعض التقدّم على الأقلّ في الحصول على بيانات أكثر وأفضل. 

وبالنسبة إلى الكثير من الائتلافات، شكّل الحفاظ على “استمرارية” عملية مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية (EITI) تحدياً وانتصاراً في حدّ ذاته. ففي منطقة الشرق الأوسط/شمال أفريقيا على سبيل المثال، وفي مواجهة الجهود المباشرة وغير المباشرة التي يبذلها المسؤولون الحكوميون لمنع الحكومة العراقية من الإفصاح عن أرقام الصادرات والعائدات الشهرية والسنوية لأسباب تجارية، حرصت الحملة الحازمة للتحالف العراقي على الاستمرار في الدعوة للإفصاح عنها.

في أوراسيا، ساعد الائتلاف الأوكراني في إجراء تغييرات تشريعية تقدّمية للغاية، ما أدّى إلى مواءمة الدولة مع متطلبات إعداد التقارير الخاصة بالمبادرة بشأن الإفصاح عن العقود والتأكد من فرض عقوبات على الشركات التي لا تقوم بإعداد التقارير.

وفي منطقة وسط أفريقيا، أدّى العمل الدؤوب لائتلاف جمهورية الكونغو الديمقراطية على مدى سنوات كثيرة إلى الإعلان عن 90% من العقود الموقَّعة بين الشركات والدولة. وفي الوقت نفسه، في منطقة شرق أفريقيا والجنوب الأفريقي، عزّزت أنشر ما تدفع في أوغندا الدعوة إلى اعتماد الشفافية في العقود من خلال حملة الإفصاح عن الصفقات.

وفي الواقع، كان التقدّم المُحرز في شفافية العقود محوراً ثابتاً للكثير من الائتلافات في العام 2021، بدءاً من التقدّم المؤقت المُحرز وصولاً إلى الإفصاح الكامل، الذي حدث في بلدان من بينها أذربيجان، وقيرغيزستان، ومالي، وموزامبيق، ونيجيريا، وبابوا غينيا الجديدة، والسنغال، وسيراليون، وجنوب أفريقيا، وتونس، وأوكرانيا، وزامبيا، وزمبابوي.

استخدام البيانات من أجل حوكمة أفضل (النتيجة الاستراتيجية 2)

على الرغم من القيود المفروضة على أعمال المناصرة التي يقوم بها الكثير من الائتلافات من جرّاء جائحة كوفيد-19 والضغط المُحكم الذي يُمارَس على الفضاء المدني بشكل عام، فقد تمّ تحقيق انتصارات مهمة على صعيد الحوكمة في العام 2021.

حصل بعض هذه الآثار على مستوى “النظام”. ففي منطقة وسط أفريقيا، نجح ائتلاف جمهورية الكونغو في ضمان مناقشة الحاجة الملحّة إلى الإفصاح الأوسع عبر المبادرة في خلال المفاوضات الوطنية حول تمديد قروض صندوق النقد الدولي. كما دعا ائتلاف الكونغو بنجاح إلى إنهاء الإعفاءات الضريبية التي تتمتع بها الشركات المعنية بالصناعات الاستخراجية.

وحدّد أيضاً المنسّقون الوطنيون آثار الحوكمة على مستوى المجتمع المحلي. ففي غرب أفريقيا الفرنكوفونية، قام ائتلاف مالي بتدريب المجتمعات المحلية، بما في ذلك النساء والفئات الضعيفة، على تحدّي السلطات بشأن مقدار الإيرادات التي تتلقّاها من المشاريع الاستخراجية المحلية، والقرارات المتعلقة بكيفية إنفاق الإيرادات.

في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، كشف الائتلاف الهندي عن كيفية اختلاس الأموال التي كانت تهدف إلى إفادة المجتمعات المحلية، ما دفع الوكالة الحكومية المسؤولة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة.

وفي حالات أخرى، لم يكن تأمين حوكمة أفضل متعلقاً باستخدام “البيانات” بقدر ما كان متعلقاً بدعم المجتمعات المحلية لطلب التعويض عن الضرر الذي ألحقته المشاريع الاستخراجية بمجتمعاتها وسبل عيشها. وفي منطقة شرق أفريقيا والجنوب الأفريقي، ساعد ائتلاف جنوب السودان المجتمعات المحلية على توفير المساعدة الطارئة الناجمة عن الفيضانات.

زيادة فرص المشاركة (النتيجة الاستراتيجية 3)

اعتبر معظم المنسّقين الوطنيين المستجيبين (33 من أصل 38، أي 87%) أنّ ائتلافهم قد أحرز بعض التقدّم نحو تحقيق النتيجة الاستراتيجية لأنشر ما تدفع الخاصة بتمكين المجتمعات المحلية والنساء والشباب من المشاركة بشكل أكثر فاعلية في الحوكمة الاستخراجية، على الرغم من قيود جائحة كوفيد-19 المفروضة على عقد الاجتماعات والتعبئة.

في غرب أفريقيا الناطقة بالإنجليزية على سبيل المثال، دعم الائتلاف النيجيري انعقاد اجتماعات المساءلة في دار البلدية بين المجتمعات والسلطات المحلية. وفي غرب أفريقيا الناطقة بالفرنسية، ساعد ائتلاف توغو في تمكين النساء القرويات من معارضة اتفاقات الشركات، ما أدّى إلى استجابة الحكومة لمطالب القرويين. وفي أميركا الشمالية، انضمّ الائتلاف الأميركي إلى الشبكات التي يقودها الناس لزيادة تمكين مجموعات حقوق البيئة المجتمعية.

وقدّم المنسّقون الوطنيون من مختلف أنحاء العالم أمثلة عن التمكين بدءاً من بناء القدرات وصولاً إلى تمثيل أفضل للمرأة. وجاءت الأمثلة من أستراليا، وأذربيجان، وجمهورية أفريقيا الوسطى، والكونغو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والعراق، وإندونيسيا، وغينيا، وجمهورية قيرغيزستان، ولبنان، ومدغشقر، وملاوي، ومنغوليا، وموزمبيق، ونيجيريا، والسنغال، وتنزانيا، وتونس، وأوغندا، والولايات المتحدة، واليمن، وزيمبابوي.

ظهرت دلائل أيضاً على أنّ الائتلافات كان تعزّز تمثيل المرأة في مجالس إدارتها، على الرغم من أنّ تمثيل المرأة لا يزال ضعيفًا بشكل ملحوظ. وستساعد السياسة الجنسانية العالمية التي تضعها الأمانة العامة الدولية على معالجة هذه المسألة.

زيادة الحملات مع ائتلافات أخرى لأنشر ما تدفع (النتيجة الاستراتيجية 4)

جرى القسم الكبير من التعاون الذي حدث بين الائتلافات على المستوى الإقليمي، بما في ذلك تبادل الأعمال القوي بين الائتلافات في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوراسيا.

تعاونت الائتلافات أيضاً من خلال ندوات عبر الإنترنت تتمحور حول مسائل رئيسية، مثل ورش عمل آسيا والمحيط الهادئ حول التحوّل الطاقوي.

وفي حين أن بعض الائتلافات قد تعاون في مجال المناصرة، بما في ذلك الائتلافات في أستراليا والهند التي عملت مع مجموعات في ميانمار للمناصرة لسحب الاستثمار من المشاريع الاستخراجية هناك، سجّل المنسّقون الوطنيون الذين قالوا إن ائتلافهم قد أجرى أعمال مناصرة مشتركة مع ائتلافات شقيقة تابعة لأنشر ما تدفع نسبةً منخفضة (29% في العام 2022 مقارنةً بنسبة 45% في العام 2021). 

وقد يعود السبب إلى أن أهداف المناصرة وأعمالها، مثل حملة الإفصاح عن الصفقات (#DiscloseTheDeal)، بقيت في الغالب على المستوى الوطني، فيما تستمرّ الائتلافات في التخطيط معاً والتعلّم من بعضها البعض.

الدروس المستفادة (النتيجة الاستراتيجية 5) 

صرّحت نسبة كبيرة من المنسّقين الوطنيين أنّ ائتلافهم كان استوحى من ائتلافات أخرى (71%) وقد أحدث فرقاً نتيجةً لذلك (61%). واستمرّت الاجتماعات والندوات عبر الإنترنت الإقليمية في كونها أرض خصبة لتبادل الأفكار والدروس. 

وبناءً على الدراسات الاستقصائية التي أُجريت منذ العام 2020، نعلم أنه ثمة المزيد من الفرص لتعزيز التعلّم والمناصرة، لا سيما من خلال بناء القدرات حول استراتيجية المناصرة ونظريات التغيير، وكذلك من خلال المزيد من تبادل المعرفة حول ما ينجح وما لا ينجح.

نأمل أن يُسهم استعراض منتصف المدة لاستراتيجية أنشر ما تدفع في الإضافة إلى دروسنا المستفادة الجماعية أثناء تقييم تقدّمنا نحو رؤية 2025، علمًا أن الدراسات الاستقصائية الخاصة بالمنسّقين الوطنيين لهي نقطة بيانات مفيدة في هذا الموضوع.

 

للاطلاع على الملخّص الكامل لنتائج الدراسة الاستقصائية الخاصة بالمنسّقين الوطنيين لعام 2022، بما في ذلك كافة النتائج التي أبلغ عنها المنسّقون الوطنيون في أنشر ما تدفع، يُرجى النقر هنا.

 

Share this content:

Related Resources