أنشر ما تدفع في الولايات المتحدة الأميركية- التكيّف للتأثير

المنشورات

ملخّص

 

يعتمد شكل ائتلافات أنشر ما تدفع إلى حد كبير على هدفها وسياقها ورؤية قيادتها وطموح أعضائها. وعادة ما يتطوّر هذا الشكل وفقًا للظروف المتغيّرة. حتى العام 2020، عمل ائتلاف الولايات المتحدة الأميركية بطريقة تقليدية تتوافق مع صفات وميّزات متعدّدة يستعين بها الممارسون وواضعو النظريات من أجل تعريف الائتلافات العالية الفعالية؛ غير أن الائتلاف لم ينفكّ يواجه عددًا من العراقيل التي أثّرت على تقدّمه نحو تحقيق هدفه الرئيسي. قد تكون الائتلافات محفّزة وماهرة ومنظّمة بشكل استثنائي، ورغم ذلك، قد لا “تربح” بسبب مجموعة من العوامل الخارجية التي تؤثّر على السياق الأوسع الذي تعمل فيه. واستجابة لذلك، اختار ائتلاف أنشر ما تدفع في الولايات المتحدة الأميركية، الذي شكّل نفسه بناء على تحقيق نتيجة معيّنة واتّبع هذا النهج في مسعاه لوقت طويل، أن يعيد التفكير باستراتيجيته وبالرؤية الأوسع لعمله بغية الحفاظ على أهميّته وفعاليته داخليًا وعالميًا. واقتضى ذلك عملية تفكير استراتيجي وتغيير شكله كي يتلاءم مع أولويات أعضائه وتطلّعاتهم. إن قصة التطوّر هذا الذي قام به الائتلاف الأميركي عبر أخذ خطوة للوراء واعتماده شكلًا جديدًا، بقيادة نسائية ماهرة، تشكّل دراسة حالة مثيرة للاهتمام حول كيفية وقدرة ائتلافات أنشر ما تدفع على التكيّف والتأقلم كي لا تخسر من أهميّتها وشموليّتها وطبيعتها الدامجة. 

 

هدف الائتلاف وصولًا للعام 2020 

 

وضع الأعضاء المؤسسون استراتيجيتهم بالارتكاز على حملة أنشر ما تدفع العالمية التي سعت إلى إبطال “لعنة الموارد”، وتحديدًا عبر تعزيز متطلّبات الإفصاح المالي المترتّبة على الشركات الأميركية. ومن خلال السعي إلى تحقيق هذا الهدف، أراد الائتلاف تعزيز المساءلة في الولايات المتحدة الأميركية وفي العالم على حد سواء، نظرًا لمدى انتشار الشركات الاستخراجية الأميركية المدرجة علنًا ووسع نطاقها، ما أدى إلى تضخيم الأثر العالمي، نظرًا لدور الولايات المتحدة كسوق مالية رئيسية. مثّل هذا الهدف غاية معلَنة مشتركة للائتلاف الذي خلق تماسكًا حول نتيجة خارجية مرجوّة، غاية ارتبطت ارتباطًا قويًا بمهمّات أعضائه. كما ومثّل الهدف أيضًا قيمة مقترَحة واضحة وفريدة في نظام المجتمع المدني الأميركي.  

 

ما هي دلالة “الفقرة 1504″؟

 

سعى ائتلاف الولايات المتحدة الأميركية إلى إقرار قانون يوجب لجنة الأوراق المالية والبورصة في الولايات المتحدة وضع وتطبيق نظام يتعيّن بموجبه على شركات النفط والغاز والتعدين الأميركية الإفصاح عن مدفوعاتها للحكومات. وفي العام 2010، تم إقرار هذا القانون، المعروف باسم الفقرة 1504 كجزء من قانون إصلاح وول ستريت وحماية المستهلك (قانون دود-فرانك). ومع الوقت، تعمّقت مهارات أعضاء الائتلاف خلال المعركة الشاقة التي خاضوها من أجل قاعدة تنفيذ صارمة للفقرة 1504، علمًا أن الائتلاف يضم مجموعة من الخبرات ذات الصلة ويتمتّع بقدرة وصول كبيرة. ففي الائتلاف الواحد، تختلف المنظمات، فتختلف معها الخبرات، من المهارة في فهم العملية التنظيمية، وإشراك مستثمرين ومؤسسات من القطاع لديهم طريقة التفكير ذاتها، وصولًا إلى تطوير دراسات حالات مقنعة والنجاح في تجربة طرق مناصرة مختلفة. 

 

لمَ اضطرّ الائتلاف إلى التكيّف؟

 

إن النجاح الذي حققه ائتلاف أنشر ما تدفع الأميركي في استحداث قانون الفقرة 1504 في العام 2010 شكّل حافزًا للقيام بالمثل وإصدار قوانين مشابهة في 30 دولة أخرى (بما فيها كندا، ودول الاتحاد الأوروبي كلها، والنرويج، والمملكة المتحدة)، وساهم في وضع متطّلب إفصاح مماثل ضمن مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية (EITI) مع الدول المنفّذة للمبادرة. غير أن قاعدة تنفيذ الفقرة 1504 الخاصة بلجنة الأوراق المالية والبورصة في الولايات المتحدة لم تدخل بعد حيّز التنفيذ إذ لا تنفك تصطدم بمعارضة شرسة على مستوى الشركات والسياسة. وعلى الرغم من انتصارات تدريجية مستحقّة متعددة، إن الضربات القانونية والسياسية الموجّهة ضد وضع قاعدة تنفيذ صارمة في ظل ظروف سياسية متغيرة، أعاقت كلها حتى الآن نجاح الائتلاف في تحقيق هدفه الرئيسي.

 

ضافر كل من شركات الوقود الأحفوري وحلفاؤها في الولايات المتحدة الأميركية الجهود من أجل منع لجنة الأوراق المالية والبورصة في الولايات المتحدة من إصدار قانون صارم يتلاءم مع الغرض التشريعي للفقرة 1504 وأيضًا مع معيار الإفصاح العالمي. وأتى فسخ مبادرة EITI  الأميركية ليضيف إلى مخاوف الائتلاف، مع بقاء العائق الدائم المتمثّل بالانجرار الأعمى للمؤسسات العامة وراء المنافع والفوائد التي تحصدها من الوقود الأحفوري. وفي كانون الثاني/يناير 2017، استعانت غالبية النواب والشيوخ  الأميركيين بقانون مراجعة الكونغرس وصوّتوا لإبطال قاعدة الفقرة 1504، ضاربين عرض الحائط كل الجهود المناصرة الجبّارة التي بذلها الائتلاف من أجل المساهمة في وضع قاعدة تنفيذ صارمة.

 

قيادة جديدة من أجل “أخذ خطوة للوراء” وإعادة التفكير بنموذج الائتلاف

 

أدت كل هذه الأحداث، مصحوبةً بقطاع صناعات استخراجية سريع التغيّر في البلاد خلال إدارة ترامب، إلى إثباط زخم الائتلاف. فغالبًا ما كان أعضاء الائتلاف يجدون أنفسهم منهكين ومثقلين بالهموم، ومجبرين على إيلاء الأولوية لمجالات أخرى مهمّة في عملهم كانت تهددها أجندة إدارة ترامب. هذا السياق السياسي الجديد لم يحمل معه أملًا كبيرًا بضمان قاعدة تنفيذ صارمة، وسرعان ما نجح في إضعاف معنويّات الأعضاء.  وفي العام 2020، اتّفقت اللجنة التوجيهية على ضرورة أخذ الائتلاف خطوة للوراء وإعادة تقييم رؤيته. 

 

بعد تعيين مديرة جديدة للائتلاف في شتاء العام 2019، اغتنمت اللجنة التوجيهية الفرصة لتسند لها مهمّة وضع وجهة استراتيجية جديدة للائتلاف، مع الإشارة إلى أن تاريخ الائتلاف يظهر أن المنسّقين الوطنيين (والمُشار إليهم بكلمة مدراء في السياق الأميركي) لطالما كانوا خبراء في المناصرة في قطاع الصناعات الاستخراجية، وتميّزت قيادتهم بالخبرة في مجال التخطيط للحملات وتيسير المحادثات الاستراتيجية المهمة. وعادة ما قام المنسّقون بإرشاد الائتلاف ليأخذ منحى عمليًا، وليكون مستجيبًا ومركّزًا على تحقيق الأهداف، مع مهمّات موكلة بوضوح وخطط نشاطات، يُضاف إليها فهم عميق لمهارات الأعضاء ومواردهم. 

 

وفيما شارك الائتلاف في محادثات متعددة بشأن غايته ومساهمته الفعالة في تحقيق هدفه المتمثّل بإبطال لعنة الموارد، كان على المديرة أن تحافظ على انخراط الأعضاء وأن تخطط لمستقبل الائتلاف في الوقت عينه. تشكّل قدرة المديرة على ملء هذه الثغرة خير مثال على القيادة النسائية الفعالة في شبكة أنشر ما تدفع. الجدير بالذكر هو أن قيادة الائتلاف، بما يشمل اللجنة التوجيهية والمديرة، كانت تتألف بمعظمها من النساء؛ وهذا ما لا نراه غالبًا في عالم أنشر ما تدفع، مع العلم أن اللجنة التوجيهية الحالية تضم عددًا متساويًا من النساء والرجال.  

أجمعت اللجنة التنفيذية والمديرة الجديدة على ضرورة توسيع نطاق مسؤوليات الائتلاف: إن كان هدف الائتلاف يقضي فقط بإبطال لعنة الموارد، فالسعي إلى قاعدة تنفيذ صارمة لفقرة 1504 وحده لم يكن فعالًا بما أن القانون هو مجرّد وسيلة للوصول إلى الغاية، وليس الغاية بذاتها. وبالتالي، اتفق الطرفان على توسيع الاستراتيجية، مع الإبقاء على الهدف الذي يقضي بالعمل على التنفيذ الكامل للفقرة 1504. لذلك، انكبّت المديرة الجديدة على إيجاد جدوى وقيمة يمكن إضافتهما بشكل جماعي على معالجة موضوع “لعنة الموارد” في السياق الأميركي، ومعرفة ما إذا يمكن أن يكون هناك رؤية جديدة مشترَكة للائتلاف. 

 

قيادة عملية التجديد- من الصميم

 

تُعتَبَر الرغبة الدائمة بالمشاركة عنصرًا ضروريًا في أي ائتلاف فعال ونشيط. من هنا، أدرجت المديرة الجديدة في مشاوراتها سؤالًا عمّا إذا شعر الأعضاء أنه على الائتلاف أن يستمرّ أو يتوقّف عند هذا الحد. لكن قبل التمكّن من طرح هذا السؤال على النحو الملائم، كان على المديرة الإعلان عن القيمة المضافة المحتمَلة التي قد يسهم الائتلاف في تحقيقها في حال عدم وجوده: أي ما إذا كان من الممكن لمقاربة أو نهج ائتلاف تحقيق أكثر مما بإمكان الأعضاء الفرديين تحقيقه من أجل إحراز التقدم في أهداف محددة على مستوى “لعنة الموارد” تهمّ الأعضاء، وما إذا من شأن هذه المقاربة أن تشكّل بيئة فعلية وقيمة إضافية في سياق نظام المجتمع المدني في الولايات المتحدة الأميركية.  

لذلك، قامت المديرة الجديدة في مطلع شهر آذار/مارس 2020 باقتراح ومحاولة إيجاد طرق محتمَلة يمكن أن يقدّم الأعضاء عبرها قيمة إضافية فعلية من خلال المناصرة الجماعية. تشاورت مع الأعضاء والأعضاء السابقين بشأن اهتماماتهم وتوقّعاتهم كي تعكس بشكل أفضل مخاوف كل الأعضاء بشكل عام واهتماماتهم. بالإضافة إلى ذلك، أجرت عملية نظرية التغيير مع الأعضاء الأساسيين للمساعدة على تحديد الحواجز والعراقيل التي تمنع التقدم، والطرق الجديدة للمساهمة في الهدف النهائي المتمثّل بإنهاء لعنة الموارد؛ وقدّمت نتائج العملية للأعضاء على شكل مسودّة استراتيجية جديدة للائتلاف. 

 

نتائج عملية إعادة التفكير

 

أدت العملية إلى النتائج الآتية:

 

  • من خلال قيادة عملية نظرية التغيير، مكّنت المديرة الأعضاء من الإقرار أن تقدّم الائتلاف تعثّر بفعل عناصر غير متوقّعة لم تؤخذ في الحسبان في خطط الحملة ولا في نظريات التغيير، وخصوصًا استيلاء شركات الوقود الأحفوري على مؤسسات دولة معيّنة. وبالتالي، كان الائتلاف أما خيارَين: إيجاد طريقة لتخطي هذه العقبة أو الخضوع لواقع أن الهدف لم يعد قابلًا للتحقيق.
  • تمكّن الأعضاء من التوافق على طرق جديدة لتنظيم الحملات (استعرضتها المديرة) كانت ضرورية من أجل تخطي هذه العقبات.
  • سمحت العملية أيضًا للأعضاء بالاتفاق على أن ضمان قاعدة تنفيذ صارمة للفقرة 1504 لا يزال مهمًا، إلا أنه ليس الوسيلة الوحيدة لمساهمة الائتلاف بتعزيز المسائلة. اتفق الأعضاء على إمكانية المساهمة بطرق أخرى، كدعم شبكات المجتمع المحلي ومساعدتها في نضالاتها. 
  • سمحت العملية للأعضاء بالنظر في إمكانية إحداث توازن بين التزاماتهم بتأييد معايير الإفصاح العالمية وبين الحاجة إلى عضوية أوسع لديها أولويات داخلية أخرى متعلقة بلعنة الموارد. وفي مرحلة لاحقة، تمكّن الائتلاف من النظر إلى جداول عمل أعضائه ذات التركيز الداخلي، مع الإبقاء على دعمه وتأييده المستمر لمعايير الإفصاح في الولايات المتحدة الأميركية والعالم.
  • أعلن بعض الأعضاء أنهم لم يعودوا متحّمسين للعمل على موضوع الفقرة 1504، لكنهم رأوا قيمة مستمرة في مشاركة الائتلاف من خلال أهداف جديدة أقرب إلى مهماتهم في دعم المجتمعات المحلية المتأثرة، وفي السعي إلى وضع متطلّبات إفصاح جديدة تهدف إلى تعزيز مساءلة شركات الوقود الأحفوري بشأن دورها في المساهمة في تغيّر المناخ. 
  • خدمت العملية الهدف المرجو منها إذ إنها سمحت للمديرة بإثارة اهتمام الأعضاء الجدد 

 

بفضل توافق الأعضاء على هذه النتائج، تمكّن الائتلاف من وضع استراتيجية جديدة تشمل مقاربات ونهج جديدة:

 

  • التصدي للديمقراطية المشوّهة الناتجة عن تأثير صناعة الوقود الأحفوري على المؤسسات العامة، وصانعي القرارات والمؤثّرين على المستوى الفيدرالي.
  • التصدي للسياسات العامة التي تدعم صناعة الوقود الأحفوري بما في ذلك الدعم (الإعانات) والإصلاح المالي، بالإضافة إلى “إتمام العمل على الشفافية” في سياق التحوّل الطاقوي العالمي، وذلك من خلال إيجاد مجالات جديدة للإفصاح من جانب الشركات والحكومات.
  • التصدي لاقتصاديات الاستخراج دعمًا للتحوّل العادل، من خلال العمل مع المجتمعات المحلية والمجموعات الأخرى على مستوى الدولة لإجراء تحليل مالي يدحض الخرافات المتعلقة بالمساهمة الاجتماعية للوقود الأحفوري.

 

تأتي هذه المقاربات الجديدة لتنسجم مع مهام مكوّن أوسع من الأعضاء. فالآن، بات الائتلاف يسعى إلى الانخراط من جديد وإعادة الطاقة لأعضائه على هذا الأساس، وجعل استراتيجيته جاهزة للتنفيذ، والعمل مع شبكات أخرى، وتقديم العروض للمموّلين.

 

الدروس المستفادة

 

  • إن الرغبة في المشاركة والاهتمام في صفوف الأعضاء هي المكوّن الرئيسي لوجود أي ائتلاف. وإن رؤية مشترَكة تظهر القيمة المحتملَة التي قد يقدّمها الائتلاف لهي أساسية في هذا الإطار. من دونها، يفقد الائتلاف أهميته.  
  • أحد أهم الميّزات الرئيسية لإدارة ائتلاف فعّال وفقًا لما يفترضه واضعو النظريات هي القدرة على تسهيل التفكير في المنفعة المستمرة للائتلاف، بالإضافة إلى التقدّم والنتائج والأثر والتعلّم. وبالتالي، يعتبر واضعو النظريات أن الإدارة تتضمّن بجزء كبير منها تمكين الائتلاف من التراجع قليلًا واستعراض نظريات التغيير والقيمة المقتَرَحة؛ وفي الوقت عينه مراقبة العراقيل التي تقف أمام مشاركة الأعضاء والحرص على حصولهم على كل المنافع التي يتوقّعونها من المشاركة. فإحداث التوازن المناسب بين اهتمامات مختلف الأعضاء ومصالحهم من جهة، وبين المراقبة والتكيّف مع سياق معيّن من جهة أخرى هو الواقع الدائم الذي لا يتغيّر بالنسبة إلى أي ائتلاف كان.
  • على المنسّقين والمجالس واللجان التوجيهية التفكير بهدف الائتلاف وغايته وأهميته، وطرح هذه الأسئلة على الأعضاء كافة حتى يفكّروا بها.
  • بإمكان الائتلافات أن تصبح عالقة في مسعاها نحو تحقيق بعض الأهداف “الأصلية” التي وضعتها في بداياتها، فتغيب عنها بالتالي المساهمة التي تستطيع تقديمها على النطاق الأوسع في مسألة إبطال بعنة الموارد. 
  • إن استعراض التقدّم المحرَز قد يكون مفيدًا في السماح للمناصرين بتحديد والاعتراف بوجود حواجز كبيرة تعيق التقدّم وتتطلّب منهم إعادة التفكير باستراتيجياتهم. 
  • إن تولّي قيادة عملية إعادة التفكير في ائتلاف معيّن يمكن أن يكون تمرينًا صعبًا، وهو يقتضي حسّ قيادة قوي واستثمار كبير من جانب المدير/المنسّق الوطني (أو أي شخص آخر موكلة إليه هذه المهمة). وقد يمل ذلك البحث عن استراتيجيات جديدة وطرق جديدة لتنظيم الحملات، وإعلام الأعضاء بها كمجالات ومسائل يمكن الاتفاق والتوافق عليها. فعندما يصل الائتلاف إلى مرحلة من الجمود وانعدام التقدّم، يبرز دور المنسّق المحفَّز والماهر كي “يمسك” بالائتلاف فيما يبحث عن خيارات جديدة يقدّمها للأعضاء للنظر بها. وتتطلب هذه العملية اتفاق الأعضاء الأساسيين واللجان التوجيهية ودعمهم. 
  • حتى فترات الجمود القصيرة نسبيًا قد تعطّل الائتلاف، إذ تُترَك المساحة لمنظمات أخرى تأتي لتحلّ مكانه، وبسرعة، تقلّ الشبكات وتتلاشى المصداقية مع جهات فاعلة أخرى.
  • دوليًا، قد يترتّب على ائتلاف أنشر ما تدفع أن يولي انتباهًا متزايدًا لكيفية اعتماد الائتلافات لأجندته وتطبيقها على المستوى الداخلي. فعلى أنشر ما تدفع أن يحدد ويستوعب، على المستوى الدولي، التوجّهات والمسائل الجديدة التي باتت الائتلافات تتولّاها بغية البقاء ذات صلة بالمعركة الداخلية لإبطال لعنة الموارد، ويدرجها في عملية التفكير والتطوير المستمرة للاستراتيجية، كما في التعديلات الدورية التي يدخلها على استراتيجية أنشر ما تدفع الجماعية. فقد تصبح بعض المسائل، كالتحوّل الطاقوي ودعم تحرّكات الشعوب، على قدر أكبر من الأهمية مقارنة مع الأهداف “الأصلية” المتعلقة بالإفصاح عن العقود واستخدام البيانات. 
  • إن مزيدًا من الدعم من الأمانة العامة لأنشر ما تدفع ومن الشبكة قد يعود بالفائدة على المنسّقين الوطنيين، إذ يساعدهم على التعامل مع ديناميكيات الائتلاف المعقّدة وعلى إدارة الائتلافات بشكل استراتيجي. فإن إدارة ائتلاف ما نحو تحقيق غايات مناصرة مشتركة لهي وظيفة بحد ذاتها. أما طرح الأسئلة الاستفسارية حول الأهمية، والقيمة المشترَكة (أو انعدامها) ومحاولة تقييم سلامة الائتلاف ككل، فيمثّل مستوى جديدًا كليًا من التحديات. سيضطر معظم المنسّقين، في مرحلة معيّنة، إلى مواجهة   هذه الديناميكيات المعقّدة والتعامل معها. لذلك، إن تخصيص مساحة للتبادل والتعلم ولحصول على دعم الخبرات من شأنه أن يساعد المنسّقين إلى حد كبير، فيشعرون أنهم أكثر استعدادًا وجهوزية لتولّي هذا الجانب من عملهم. 

 

إعداد بريندن أودونل، بناء على مقابلات مع كاثلين بروفي، مديرة ائتلاف أنشر ما تدفع في الولايات المتحدة الأميركية.

 

خصائص ائتلاف أنشر ما تدفع- الولايات المتحدة الأميركية

 

الائتلاف ائتلاف أنشر ما تدفع-الولايات المتحدة الأميركية
العمر في 2021 17 عامًا، من أكثر الائتلافات استقرارًا ضمن شبكة أنشر ما تدفع عالميًا
شكل العضوية شكل بيضاوي: عضوية واسعة من 10-12 “عضوًا أساسيًا” نشطين إلى حد كبير، بالإضافة إلى 28 عضوًا آخرين
حجم العضوية كبيرة: 40 عضوًأ
القيمة المقترَحة الفريدة

 

المناصرة على مستوى الإفصاح المالي من قبل شركات الصناعات الاستخراجية في الولايات المتحدة الأميركية 

دعم الخبراء لتحرّكات المواطنين

التحديات الداخلية الكبيرة التي واجهها الائتلاف مؤخّرًا الإقرار بالوصول إلى حائط مسدود في إحراز التقدّم، بسبب انجرار المؤسسات العامة وراء المنافع والفوائد التي تحصدها من الوقود الأحفوري. إعادة التفكير بالاستراتيجية وإعادة إيجاد التماسك في هذا السياق. إحلال التوازن بين الالتزامات الضمنية بتأييد معايير الإفصاح العالمية وتعزيزها، وبين الحاجة إلى عضوية أوسع مع أولويات داخلية. إعادة التفكير بالقيمة وتوسيعها كي لا تقتصر على المناصرة للإفصاح عن البيانات فحسب، بل لتشمل أيضًا المساهمة بشكل مباشر أكثر في تحركات المواطنين من خلال تقديم الخبرات الضرورية لهم. 
التحديات السياقية الكبيرة المستمرة  انجرار الدولة وراء الصناعات الاستخراجية التي استولت عليها

معارضة شرية وقوية

تهديدات ومخاطر على الفضاء المدني لمجموعات المجتمع المحلي التي يهدف الائتلاف إلى العمل معها 

مزيج من الأعضاء يأتي الأعضاء من منظمات  دينية وبيئية، ومنظمات تُعنى بالتنمية وحقوق الإنسان والإصلاح المالي ومكافحة الفساد، تمثّل أكثر من 2.5 مليون مكوّن في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية
التنوّع في قيادة الائتلاف كبير: الائتلاف هو واحد من 3 ائتلافات فقط في العالم حيث تشكّل النساء الغالبية في اللجنة التوجيهية. أما في اللجنة التوجيهية الحالية، فعدد النساء متساو مع عدد الرجال
هل العضوية متنوّعة من ناحية نوع العمل والوظائف التي تؤديها كل وكالة؟ متنوعة جدًا: متنوّعة وخبيرة- الصحافة والقانون وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى خبرة في الصناعات الاستخراجية، والروابط الشعبية ومراكز التفكير (think-tanks)
تنوّع العضوية (المجموعات الممثَّلة) متوسّط: مجموعة متنوعة من المنظمات غير الحكومية/المنظمات غير الحكومية الدولية التي تعمل مع مجموعات من المواطنين

علاقات مباشرة أقل مع المنظمات والشبكات المجتمعية (مع أن الائتلاف يطمح لتحقيق ذلك)

التنوّع من ناحية تعزيز حقوق مجموعات محدّدة بشكل صريح ومباشر في المناصرة متدنّ: ليس تحديدًا، لكن ذلك قد يتغيّر مع مضي الائتلاف قدمًا نحو تقديم دعم مباشر أكثر للشبكات المجتمعية. لا يتم تعزيز حقوق النساء والشباب والشعوب الأصلية تحديدًا في المناصرة، رغم أن هذه المواضيع مذكورة في دراسات حالات مدرِكة للمجموعات المستبعَدة. يجري الائتلاف تدريبات بشأن التنوّع الجندري وغيره. 
أسلوب الحوكمة  يدير الائتلاف الأميركي لجنة توجيهية مؤلّفة من ممثّلين عن خمسة أعضاء، وفقًا لمعايير حوكمة متّفق عليها بين الجميع.
القيادة منسّق بدوام كامل مع راتب (مدير)

لجنة توجيهية من 5 منظمات تقدّم دعمًا كبيرًا في القيادة وتتشارك وتتواصل مع الأعضاء كافة

الائتلاف معروف بقيادته النسائية (المنسَقات) طوال أعوام متعددة

كيف يمكن الانضمام؟ وفقًا لقواعد أنشر ما تدفع

https://www.pwyp.org/wp-content/uploads/2019/01/Governance-Manual-2019_AR.pdf

كيف يقوم الأعضاء بالمشاركة والتنسيق والتواصل؟ اتصالات كل أسبوعين. يتمّ تحضير جدول الأعمال مسبقًا لتتم مناقشته. تتطرّق الاجتماعات إلى مجموعات محدّدة، وفيها تبادل الأفكار وإضاءات على الأعضاء وتقارير الأعضاء/الأعضاء الجدد، والمحادثات. ويشكّل برنامج Listserv الخاص بالائتلاف وسيلة مهمة للتواصل، لكن ليس لوضع الاستراتيجيات بما أنها تضم جهات من غير الأعضاء. هناك فرق عمل أصغر تقوم بوضع الاستراتيجيات، ويترأس أشخاص مختلفون المجموعات المختلفة. الأشخاص الذين يتولون القيادة يدفعون بالعمل قدمًا. والآن، المحاولات جارية من أجل سد الثغرات على مستوى الرغبة في المشاركة وأدوار الأعضاء المحددة والمرحلة الانتقالية الحالية التي يمر بها الائتلاف. المسؤولية متفرّقة- مؤشر صحة الائتلاف. 

اللجنة التوجيهية: لديها إطار مرجعي (TOR) في المبادئ التوجيهية للحوكمة، متاح للائتلاف بأعضائه كافة، بالإضافة إلى وثيقة بمختلف الأدوار تضم السلطة لصنع القدرات وفقًا للجنة التوجيهية والمنسّق الوطني والأعضاء. يتمّ تشارك محضر اللجنة التوجيهية مع الأعضاء على نحو فصلي.

هل الائتلاف رسمي؟ رسمي
هل تتّسق الأهداف مع استراتيجية أنشر ما تدفع أو لكل ائتلاف معاييره الخاصة؟ تتسق بشكل كبير

 

الروابط مع الأقران في أنشر ما تدفع هناك روابط قوية بين الأعضاء الأساسيين وبين الائتلافات الكندية والأوروبية التي تعمل معًا على وضع الاستراتيجيات وتتعاون في المناصرة بشأن معايير الإفصاح العالمية للشركات المدرجة على مر عقدين من الزمن. إن المنظمات غير الحكومية الدولية المنضمّة إلى الائتلاف لديها أيضًا شبكات واسعة من الروابط مع أعضاء أنشر ما تدفع عالميًا، وسبق لها أن تعاونت معهم تعاونًا وثيقًا في السعي نحو المكتسبات المتبادلة المتأتية عن الشفافية. المفقود نوعًا ما هو التبادل بين ائتلاف الولايات المتحدة الأميركية والائتلافات الأخرى حول كيفية صياغة الاستراتيجية. 
المنظمات الأعضاء Aid Action- الولايات المتحدة الأميركية. American Jewish World Service. الشفافية الدولية- الولايات المتحدة الأميركية. Bank Information Center. منظمة CARE- الولايات المتحدة الأميركية. خدمات الإغاثة الكاثوليكية. Columban Center for Advocacy and Outreach. CorpWatch. منظمة Crude Accountability. EarthRights International. Earthworks. EG Justice. شبكة مخاطر النزاع التابعة لجمعية EIRIS (EIRIS Conflict Risk Network. صندوق الدفاع عن البيئة (EDF). أصدقاء الأرض (Friends of the Earth). Gender Action. منظمة النزاهة المالية العالمية. Global Rights. Global Witness. Government Accountability Project. Human Rights Watch. شراكة الموازنة الدولية (International Budget Project). المنتدى الدولي لحقوق العمال (International Labor Rights Forum). Justice in Nigeria Now. Maryknoll Office for Global Concerns. Micah Challenge USA. معهد حوكمة الموارد الطبيعية (NRGI). حملة One Campaign. مركز السياسات التابع لمؤسسات المجتمع المنفتح (Open Society Foundations).  أوكسفام أمريكا. Pacific Environment. الكنيسة المشيخية في الولايات المتحدة الأميركية (Presbyterian Church USA). مشروع الرقابة الحكومية (Project on Government Oversight). مركز روبرت كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان. Sustainable Energy & Economy Network. The Borgen Project. الكنيسة الميثودية المتحدة (United Methodist). المجلس العام للكنيسة والمجتمع. اتحاد عمال الحديد والصلب United Steelworkers. United to End Genocide.

 

ملحق

 

نماذج الممارسات الفضلى للائتلافات 

 

ملخّصة عما ورد في “ما الذي يجعل الائتلاف فعالًا (What Makes an Effective Coalition?) مؤشرات نجاح قائمة على الأدلة، جاريد راينور، شركة TCC Group، منظمة The California Endowment (2009)

 

فعالية الائتلاف- خصائص القيادة 

 

  • للائتلافات غاية/رؤية مشتركة معلَن عنها بشكل واضح تبني التماسك 
  • الائتلافات تعبّر بوضوح عن النتائج الخارجية التي تسعى إلى تحقيقها والتي ترتبط بمهمات الأعضاء (وجهة الهدف)
  • إيضاح أسباب ضرورة هذا الائتلاف مقارنة مع البدائل (القيمة المقتَرَحة)، ولماذا تتغلّب إمكانياته ليكون فعالًا على تكاليف العضوية
  • قواعد واضحة تتعلّق بكيفية التفكير واتخاذ القرارات والعمل في الائتلاف
  • قيادة قوية قادرة على إبقاء الائتلاف مندفعًا نحو الأمام، وعلى تسوية النزاعات وضمان الثقة. قيادة تعكس وسع الائتلاف ونطاقه من دون أن تكون شاملة. وفي بعض الحالات، قد يشترك الأعضاء الأساسيون في القيادة. قيادة قادرة على تولّي زمام الأمور
  • إتباع المناقشات المفيدة بالأعمال. يجب أن تكون القيادة ذات منحى عملي
  • شفافية في عمليات صنع القرار- ليس بالضرورة التوصّل إلى إجماع، لكن السماح للأعضاء بإبداء آرائهم والتحلي بالشفافية
  • عضوية استراتيجية تضم الأعضاء ذوي الهدف الصحيح

 

فعالية الائتلاف- خصائص القدرة على التكيّف

 

  • قدرة الائتلاف على رصد ومراقبة بيئة المناصرة حتى يتمكّن من الاستجابة للفرص بشكل استراتيجي من أجل إحداث أكبر أثر ممكن
  • التخطيط الفعال- على مستوى الاستراتيجية والنشاطات 
  • تقييم التقدّم المحرَز والتفكير به
  • تحديد (mapping) مهارات الأعضاء ومواردهم ومساهماتهم
  • رصد ومراقبة العوائق التي تمنع المشاركة 
  • تنمية الموارد- أي كيف للائتلاف أن يعرف ويحدد الموارد التي يحتاج إليها ويحاول تأمينها (الموارد تعني الوقت والمهارات والخبرة والعلاقات والمساحة المادية، وغيرها من الموارد المشبّكة وجمع التبرّعات)
  • تعزيز التعاون بين الأعضاء 

 

خصائص الإدارة 

 

  • تواصل منتظم ومثمر في اللغات المناسبة- يسهم في بناء الثقة ويدفع الأعضاء إلى العمل
  • إدارة الائتلاف تحرص على حصول الأعضاء على المنفعة التي يتوقّعونها من مشاركتهم. يتم إجراء دراسة استقصائية للأعضاء (بشكل رسمي أو غير رسمي) للتأكد من ذلك 
  • مهمّات موزّعة وموكلة بشكل واضح
  • التركيز على الهدف- حس الإنجاز الجماعي
  • وضوح العضوية/ أهداف طاقم العمل
  • إدارة النزاعات، بما في ذلك معالجة التفاوت في مستويات القوة وتقبّل التوترات والاختلافات الصحية غير المضرة بالائتلاف 
  • حفظ السجلات في نشاط الائتلاف وتقدّمه/النتائج التي يحققها/الأثر الذي يحدثه/ التعلم الذي يقوم به من أجل تسهيل التواصل والتقييم

 

الخصائص التقنية 

 

  • التنوّع في العضوية للتمكّن لتوسيع نطاق الائتلاف وضمان الخبرات الضرورية لتحقيق أهداف معيّنة. يمكن أن تكون العضوية الضيقة من أجل تحقيق أهداف محددة مقبولة. تبرز التحديات عندما تكون الإمكانية وحتى القدرة على فهم المعلومات لدى بعض الأعضاء محدودة- مسؤولية على مستوى بناء القدرات (ما قد يسعى الائتلاف إلى تحقيقه)   
  • التوظيف- على الرغم من فكرة أنه إذا كان ائتلاف ما غير قادر على تحقيق أهدافه من دون موظّفين، هذا لا يعني أنه سيكون قادرًا على ذلك مع موظّفين. خمسة أدوار: مدرّب ومدير مسؤول عن الروابط (linking agent) ومنفّذ ومنسّق. في حال كان “المنفّذ” هو الدور الرئيسي، فقد يكون ذلك مؤشرًا بوجود خطب ما
  • ترجمة البيانات إلى معلومات مفيدة- أي دور في صنع المعنى
  • الإمكانية على سد الثغرات على مستوى قدرة السياسة- حتى لو من خلال شراكات مع منظمات خارج الائتلاف
  • المكان وتمويل التجهيزات 
  • القدرة على تنظيم الموارد والتعامل مع المنافسة الداخلية عليها. تشمل تمويل نفقات الموظفين العامة (overheads) الذي قد يكون صعبًا (خلافًا للنشاطات)، والقدرة على تقديم حجج مقنعة تبرّر هذه التكاليف (خلافًا للدعم العيني من الأعضاء حين يقومون مثلًا باستضافة المنسّقين أو تداول رئاسة الائتلاف). التنسيق المدمج ليس دائمًا الوسيلة الفضلى
  • وكالة مالية- ضرورية أحيانًا وليس دائمًا من أجل جمع التمويل

 

الخصائص الثقافية

 

  • الثقة- من خلال الشفافية والتواصل والإدماج
  • احترام الأعضاء
  • الاختلاف بطريقة سليمة ومحترمة
  • الوحدة- القدرة على تشكيل جبهة واحدة موحّدة 
  • مراعاة التفاوت في مستويات القوة- تخفيض آثار ذلك قدر الإمكان  

 

تقييم النتائج/الأثر

 

  • وضع سلسلة من المؤشرات/التدابير 
  • تمكين إجراء تقييم لمدى تحقيق الائتلاف لأهدافه
  • قياس ما إذا كان الائتلاف يصل إلى غايته، وما مدى فعالية ذلك؟
  • التحقق من شرعية الائتلاف وأهميته

 

Share this content:

Related Resources