الإثنين 18 كانون الثاني/يناير 2021
إن ائتلاف أنشر ما تدفع لهو مؤمن بأن المشاركة المدنية والمجتمع المدني غير الخاضع للقيود يشكّلان شرطًا مسبقًا رئيسيًا حتى تكون الصناعات الاستخراجية مفيدة للمواطنين، عوض التسبب لهم بالأذى. وفيما نستهل سنة جديدة تستمر فيها الأزمات الصحية والاقتصادية والمناخية الخانقة، وحده المجتمع المدني القوي يبقى ركيزة أساسية للتعافي والانتعاش والمضي قدمًا.
بصفتنا أعضاء في المجلس العالمي لأنشر ما تدفع والمجلس الدولي لمبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية (EITI)، يعترينا القلق ونخشى من أن يكون أعضاء أنشر ما تدفع وغيرهم من ناشطي المجتمع المدني في دول متعددة يواجهون بيئات لا تنفك تزداد عدائية وتقييدًا، وذلك في معرض تأديتهم عملهم بصورة سلمية من أجل ضمان حوكمة رشيدة للموارد الطبيعية. ويتضمن ذلك إعداد التقارير حول الحكومات التي تعمد إلى تجاهل قواعد مبادرة EITI وروحيّتها بشأن حقوق منظمات المجتمع المدني في المشاركة (كما هو الحال في العراق)، أو الحكومات التي تسعى إلى ترهيب هذه المنظمات بغية منعها من التحقيق في الفساد المستشري في قطاع الصناعات الاستخراجية وسوء إدارة هذا القطاع (كما هو الحال في كازاخستان، حيث قامت الحكومة بفرض غرامة وعقوبة على منظمة Echo العضو في أنشر ما تدفع، في 15 كانون الثاني/يناير 2021)، أو الحكومات التي تلجأ إلى مضايقة الجهات الفاعلة في المجتمع المدني التي تشارك سلميًا بالحوار العام (كما في هندوراس). ومؤخرًا، وبفضل الجهود المشتركة التي بذلها المجتمع الدولي، تم الإفراج عن كل من ميكول زودي ومودي موسى وهاليدو مونكايلا، أعضاء الائتلاف الوطني لأنشر ما تدفع في النيجر، بعد أن أمضوا ستة أشهر وراء القضبان بسبب مزاعم وادعاءات لا أساس لها.
في حين يواجه العالم بأسره تحديات متجددة في العام 2021، تبقى المخاطر والتهديدات المفروضة على الفضاء المدني في ازدياد مضطرد. إن المنظمات غير الحكومية التي تتابع السياسة العامة حول الموارد الطبيعية، وتراقب الحكومة والشركات وترصد حسن امتثالها وسلوكها الأخلاقي، وتطالب بحوكمة شفافة، يجب أن تشعر بأنها تتمتع بالحماية وأنها قادرة على تأدية عملها بفعالية من أجل صون الصالح العام والحفاظ على أجيال المستقبل. عندها، وعندها فقط، سيصبح ممكنًا تحقيق التنمية المستدامة وإيجاد حلول ناجعة للأزمات الراهنة التي تعصف بمختلف الدول.
إن المجلس العالمي لأنشر ما تدفع وممثلي المجتمع المدني في المجلس الدولي لمبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية (EITI) يعربون عن خالص تضامنهم مع أعضاء الحراك كافة في جميع أقطاب العالم. ونحن ههنا ندعو المجتمع الدولي، بما يشمل مبادرة EITI والحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والجهات المانحة الدولية، إلى مراقبة وضع الفضاء المدني عن كثب، ولا سيما في الدول الغنية بالموارد، وإلى الحرص على أن يتم الإصغاء لكل هواجس المجتمع المدني والاستجابة لها.
المجلس العالمي لأنشر ما تدفع
عدنان بهية، العراق (منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)؛ أتايد موتا، البرازيل (أميركا اللاتينية)؛ شادويك لانوس، الفلبين (آسيا والمحيط الهادئ)؛ دوبلييكس كوينزوب، الكاميرون (اللجنة التوجيهية لأفريقيا)؛ غلوريا ماجيغا، مالاوي (أفريقيا الناطقة بالإنكليزية)؛ جو ويليامز، المملكة المتحدة (منظمة ذات انتشار عالمي)؛ مارياتو أمادو، النيجر (أفريقيا الناطقة بالفرنسية)، مايلز ليتفينوف، المملكة المتحدة (أوروبا وأميركا الشمالية)؛ أولينا بافلينكو، أوكرانيا (أوراسيا)، الرئيسة
المجلس الدولي لمبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية (EITI)
سيزال غامبوا، البيرو؛ ديانا القيسي، لبنان؛ ماريا لوباشيفا، كازاخستان؛ برايس ماكوسو، جمهورية الكونغو؛ سييلو ماغنو، الفلبين؛ متوالو مسوني، زامبيا؛ أولكسيي أرلوفسكي، أوكرانيا؛ أوسكار بينيدا، المكسيك؛ سايمون تايلر، المملكة المتحدة؛ إريكا وستنبرغ، الولايات المتحدة الأميركية.